الجمعة، 16 سبتمبر 2011

قصيدة الصمت

الصمت



 
الصمتُ يا نسلَ العروبةِ مُحتقَر







شعبٌ تلاحقه الإبادةُ في طواحينِ الخطَرْ








مضغَ العناءَ فلا غذاء .....







ولا دواء .....







ولا هواء .....







يعتاشُ من عزماتِ جيلٍ خاض بركانَ العذابِ وما فتر







طرحوه في قفرِ التشردِ لا نماء ....







ولا وِقاء ..... ولا مطر .....







لكنه يأبى الفناء !







هو يا أخي العنقاءُ ....! بل أبقى من العنقاء







أو ما علمت بأنه سوطُ المشيئةِ والقدر ؟!







الصمتُ يا نسلَ العروبةِ مُحتقر







* * * *








باللهِ هل ترضى ضمائرُكم لغزةَ أن تُجَر ....؟







لمقاصلِ الإذلالِ أو أن تُستناخَ لمن كفر ....؟







أو أن تدينَ بشرعةِ الذئبِ الغشومِ وقد غدر ؟!







كلا ... فهامةُ هاشمٍ شمسٌ يغازلها القمر








نورٌ لأحرارِ العروبةِ وهي للباغي سقر







لا عذرَ إن سقطَ اللواءُ ... وصمتكم لن يُغتَفرْ







يا قومِ إنا درعُكم .... ماذا إذا الدرعُ انكسر ؟!







الصمت يا نسل العروبةِ محتقر







* * * *







أنفاسُنا تُحصى وتُقصى فكرتي دون الفِكَر







ألأنّني أهوى صلاحاً , أستعيدُ خُطى عُمر ؟







ألأنني جذرُ القضيةِ , جذوةُ التحريرِ , لَغمٌ في الغزاةِ قد انفجر



؟





ألأنني لا لن أصالحَ .... لن أصافحَ .... قاتلي لو توّجوني






بالدُّرر ؟







ماذا أقولُ إذا صفحتُ لطفلةٍ







تحبو على جمرِ العَنى







واليُتمُ قد نسف المُنى






وعدا عليها في الصِّغر ؟!







ماذا أُجيبُ الأمَّ إذ ثكلت بنيها ...







والأسى قد حلّ فيها ...







ثمّ تهفو في اشتياقٍ للصباحِ المُنتظَر ...؟







ولئن عفوتُ فما اعتذاري







حين يسألُني عجوزٌ : أين داري ؟







مزّق الحقدُ الجموحُ هنا صغاري







أين من يلجمُ عنا بأس أغوالٍ ضوارِ ؟







أين من يأخذُ ثاري ؟







ثأرَ آلافِ الأُسر ؟







الصمتُ يا نسلَ العروبةِ مُحتقر







* * * *







أنا يا أخي عصبُ المروءةِ حين يخنقُها البشر !







أنا ما وردتُ محافلَ التهريجِ ... كلا ... ما اغترفتُ من النَّهَر !








إنّ الكرامةَ موردي زادي دثاري في المقامِ وفي السفر







نهجي صفاءٌ لن يُلوثَ بالكَدر!







بل سادتي رهطٌ تألقَ في زمانٍ قد غبر







أدري بأنّ الدربَ يسكنه الوعَر







وعليه قد نُصبت ملايينُ الحُفر !!








والشامتون على الحواني







يتراقصونَ على جراحاتي بأحضانِ الغواني







يتربصونَ بيَ الدوائرَ والعَثَر







وأنا ألملمُ غربتي ... وأضمُّ آلامي ... وأمضي في حذر








أتلمسُ الأمل الضحوكَ يجوبُ أفياءَ السَّحر









وأهيمُ في تلك الرياضِ وبين أنسامِ الزَّهَر







وأرى الظلامَ قد اندحر








وعنادَ غزةَ قد تشامخَ وانتصر







والفارسُ المحرابُ يجني العزَّ ينتزِعُ الثمَر







والشامتونَ تهافتوا لحظائرِ الأنجاسِ والتهموا البعر








الصمتُ يا نسلَ العروبةِ مُحتقر









* * * *









عجباً لكم أين المروءةُ ؟ ... مالكم من لعنةِ الشهداءِ عذرٌ أو مفر !









كم نستغيثُ ونستغيثُ ... ولا حُراكَ ولا أثر









يا قومِ أنتم أوفياءُ... وأقوياءُ... وسادةٌ في الانحناء ...


إلى الغريب إذا أمر !









وتسارعون إلى الرضا من عمِّكُم راعي البقر !








واللهِ أنتم أثرياءُ ... وأسخياءُ ...








منحتم المحتلَ نفطاً ثم لطفاً ثم عطفاً .... وامتيازاتٌ أُُخَر








ونضالُكم لم يخبُ ثانيةً بساحاتِ السَّمر








لقد امتشقتم سادتي سيفَ البطر








وعلى ميادينِ السهر









جندلتمُ الأعداءَ فانقلبوا إلى مرابعنا لكي يقضوا الوطَر










حتَّامَ يا قومِ نموتُ وأنتمُ تتناوشون الكاسَ








قد أدمنتمُ الإفلاسَ








والمحتلُ داسَ ... في قلبِ العروبةِ ... بالذراري قد فَجر









وسطا على مرأى البصر








وترونَ ألاف الصور ...!!









لكنْ قلوبُكمُ وربي كالحجر !









أين الضميرُ ؟ وكيف غابَ عن المذابحِ واستتر ؟








ولمَ انتحر ؟









ومتى يفيقُ المرجفونَ من الخَدَر ؟








ما عادَ يزجركم مقالٌ , بُحّت الأصواتُ ... والبركان آتٍ لا وَزَر









واليومَ أطلقتُ الشَّرر !









وغداً ترون بأمِّ أعينِكُم تفاصيلَ الخبر








في ثورةٍ ستحرِّقُ الأنذالَ والأذيالَ لا تبقي الجناةَ ولا تذر









الصمتُ يا نسلَ العروبةِ مُحتقر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق