الجمعة، 16 سبتمبر 2011

قصيدة لا تهاجر

لا تهاجر



ليس في الدُّنيا مُناصِر

كلُّهم ما بين خوَّانٍ وغادِر

لا أظنُّ القيدَ يفنى

أو لهذا الليلِ آخر


سأهاجر

لمْ تَعُدْ للحُرِّ قيمة

فهو حائِر

منذُ صارَ القردُ في الميدانِ ليثاً

يتعالى ويُناوِر

كيف أرضى غُربةَ الثُّوارِ في وحلِ المنافي

والمَهَاجِر

سأهاجِر......... سأُهاجِر


♦ ♦ ♦ ♦


أيُّها المكلومُ مَهْلاً

لا تُغادرْ

فلِمنْ تتركُ أرضَك؟!

كيف ترضى أنْ يمسَّ البغيُ عرضَك؟!

وترابَك

بلَعتْهُ اليوم أفواهٌ فواغِر

لا تُكابِر

واطْرحِ اليأسَ بعيداً

وانتظرْ فجراً جديداً

فغداً تمضي الليالي وتسافِر

يا صديقي

هل سيُعلي رايةَ الحقِّ على الأقصى أصاغِر

إنها إحدى الكبائر


لا تغادر...... لا تغادر


♦ ♦ ♦ ♦


لكنِ الدربَ طويلٌ

وأنا وحدي أثابر

أحملُ القنديلَ والمنديلَ في وسْطِ المقابر


أمسحُ الدمعَ .. أنيرُ الدربَ... لكنْ

رحمَ اللهُ الضمائر

أتراني برحيلي خُنتُ أوطاني

وطلقتُ القضية ؟ !!

فأنا لا أقبلُ الرِّجسَ ولا أرضى دنية

وحياتي في الحظائر

لكنْ.... ثورةٌ تأكلُ ثائر

سأهاجر


♦ ♦ ♦ ♦


يا رفيقَ الدربِ حاذرْ

مِن متاهاتٍ بعيدة

ضلَّ فيها النَّاكصون عنِ المفاخر

يا صديقي جدِّدِ العزمَ وقاومْ

واطَّرحْ عنك الخواطر

لا تساومْ

إنَّ جُرحَ الأرضِ غائر

فبحقِّ البيت مَن يحمي الذراري؟!

مَن يُجيرُ القدسَ مِن وغدٍ وجائر؟!

والبشائر

هل ستحدونا البشائر ؟!

والمناضل

يبكيَ الأطلالَ يغفو عن محاكاةِ الأكابر


لا تهادنْ.......... لا تهادنْ


واحملِ الرَّشَّاشَ إنَّ اللهَ ناصر

مَن يُبادِر

بالتفاني... لم تدغدغْهُ الأماني


شامخَ الهمَّةِ معدومَ التواني

مِثْلَ بازٍ لم يخفْ صوتَ القنابر

لا تهاجر ..... لا تهاجر



♦ ♦ ♦ ♦

أنا في أرضي غريبٌ ومُغامِر

وطوابيرُ الرزايا كالبلايا

طعنوا في الظَّهْرِ آلافَ الخناجر

فشريفُ القصدِ في الأوطانِ نادر

كمْ تعهدتُ المسيرة

وتبنيتُ كفاحاً ونضالاتٍ مريرة

وتكبدتُ الخسائر

هدموا بالأمسِ بيتي

حاصروا فكري وصوتي

قطعوا كلَّ الأواصِر

يوم نكبتِنا تجرَّعتُ المآسي

واكتفى بالصمتِ أصحابُ الكراسي

لكن... رحَّبتْ بي خيمتي وسْط الهواجِر

وجَنَى غيري الأزاهر


والجواهر


ثورةٌ تأكلُ ثائر


فلماذا لا أهاجر؟!... فلماذا لا أهاجر؟!


♦ ♦ ♦ ♦


صاحبُ الهمَّةِ شمسٌ يا صديقي


مَن يُضاهي الشمسَ في جَمّ المآثر؟!

ما يضيرُ الفارسَ العبسيَّ حين اجتاحَ أسوارَ المخاطر ؟!

ثم يرعى بين قطعانِ المواشي

يُحرمُ الخبزَ ويُقْصَى


لا يُدانِي القومَ لا يشهدُ سامر

وإذا نادى المنادي

يا ابنَ شدَّادٍ سبَوا منَّا الحرائر

هبَّ يحمي العرضَ في عزمِ المثابر

يا صديقي

صفحةُ التاريخِ لا تُصغي بتاتاً للأوامر


تغلقُ البابَ ولا تُدخلُ خائر

فلتبادر...... فلتبادر

حارسُ الأوطانِ يبقى في الطليعة


بثباتٍ ينسفُ القيدَ ويجتثُ المعابر

لا تهاجرْ.... لا تهاجرْ



هناك تعليق واحد:

  1. لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جميل جدا...........

    ردحذف